المتابعون
2008/12/15
2008/12/13
مسئول أمريكي يفضح عباس وإسرائيل
( لـُجينيات ) وكالات:كشف الجنرال الأمريكي كيث دايتون، المنسق الأمني للسلطة الفلسطينية برام الله عن التنسيق بين الاحتلال وأجهزة الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرًا إلى أن المجندين الفلسطينيين التابعين لعباس يتعلمون مرارًا وتكرارًا أنهم ليسوا هنا لتعلم طريقة محاربة الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن أحد المجندين الجدد, قولهم إنهم أكثر قوات الأمن الفلسطينية كفاءةً وقوةً من بين جميع القوات التي سبق لها وأن عسكرت هنا.
وفي تعقيبٍ له حول احتمالية استخدام تلك القوات ضد مصالح صهيونية، قال دايتون: "لا أفعل هنا أو أي من طاقمي شيئًا يُعرِّض مصالح الكيان الصهيونى للخطر، وما يمكنني أن أقوله حتى الآن، أنه لم تقع حادثة واحدة تورَّطت فيها قوات الأمن الفلسطينية ضد الصهاينة، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين حتى فى مدينة الخليل".
وحرص دايتون على تكذيب النظرية التي تقول إن تلك القوات ربما تأتي ذات يوم وتصوب أسلحتها تجاه الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن التركيز الأكبر من تدريب عناصر الأمن الفلسطيني، يتمحور بشكلٍ كاملٍ حول العناصر الخارجة عن القانون داخل المجتمع الفلسطيني.
أوضح أن "الهدف الأسمى" من تلك التدريبات هو نشر سبع كتائب من قوات الأمن الوطنية، مشيرًا إلى أن هناك خططًا على المدى البعيد لنشر كتيبتين لقوات الأمن الوطنية في غزة أيضًا، لكنه أشار إلى أن ذلك من المستبعد حدوثه في الوقت الراهن، وأنه لا يمتلك الإجابة على التساؤل الذي يتحدث عن الطريقة التي يمكن أن تنتعش من خلالها غزة تحت قيادة محمود عباس.
وأكد المسئول الأمريكي أن برنامج التدريب الذي يُشرف عليه، بدأ بعد وصول حركة حماس للسلطة في غزة خلال الأحداث الذي حدثت في يونيو من العام الماضي، وقال: "لسنا مسئولين عن تدريب أي فردٍ بغزة"، يُذكر أن الجنرال الأمريكي دايتون حضر إلى المنطقة عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، وسبق له أن عمل كملحقٍ دفاعي للولايات المتحدة في روسيا، وكان مسئولاً أيضًا عن عمليات التفتيش بالعراق في عهد النظام السابق، وعمل كقائد للتخطيط الإستراتيجي في الجيش الأمريكي.
مسئول أمريكي يفضح عباس وإسرائيل
( لـُجينيات ) وكالات:كشف الجنرال الأمريكي كيث دايتون، المنسق الأمني للسلطة الفلسطينية برام الله عن التنسيق بين الاحتلال وأجهزة الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرًا إلى أن المجندين الفلسطينيين التابعين لعباس يتعلمون مرارًا وتكرارًا أنهم ليسوا هنا لتعلم طريقة محاربة الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن أحد المجندين الجدد, قولهم إنهم أكثر قوات الأمن الفلسطينية كفاءةً وقوةً من بين جميع القوات التي سبق لها وأن عسكرت هنا.
وفي تعقيبٍ له حول احتمالية استخدام تلك القوات ضد مصالح صهيونية، قال دايتون: "لا أفعل هنا أو أي من طاقمي شيئًا يُعرِّض مصالح الكيان الصهيونى للخطر، وما يمكنني أن أقوله حتى الآن، أنه لم تقع حادثة واحدة تورَّطت فيها قوات الأمن الفلسطينية ضد الصهاينة، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين حتى فى مدينة الخليل".
وحرص دايتون على تكذيب النظرية التي تقول إن تلك القوات ربما تأتي ذات يوم وتصوب أسلحتها تجاه الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن التركيز الأكبر من تدريب عناصر الأمن الفلسطيني، يتمحور بشكلٍ كاملٍ حول العناصر الخارجة عن القانون داخل المجتمع الفلسطيني.
أوضح أن "الهدف الأسمى" من تلك التدريبات هو نشر سبع كتائب من قوات الأمن الوطنية، مشيرًا إلى أن هناك خططًا على المدى البعيد لنشر كتيبتين لقوات الأمن الوطنية في غزة أيضًا، لكنه أشار إلى أن ذلك من المستبعد حدوثه في الوقت الراهن، وأنه لا يمتلك الإجابة على التساؤل الذي يتحدث عن الطريقة التي يمكن أن تنتعش من خلالها غزة تحت قيادة محمود عباس.
وأكد المسئول الأمريكي أن برنامج التدريب الذي يُشرف عليه، بدأ بعد وصول حركة حماس للسلطة في غزة خلال الأحداث الذي حدثت في يونيو من العام الماضي، وقال: "لسنا مسئولين عن تدريب أي فردٍ بغزة"، يُذكر أن الجنرال الأمريكي دايتون حضر إلى المنطقة عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، وسبق له أن عمل كملحقٍ دفاعي للولايات المتحدة في روسيا، وكان مسئولاً أيضًا عن عمليات التفتيش بالعراق في عهد النظام السابق، وعمل كقائد للتخطيط الإستراتيجي في الجيش الأمريكي.
2008/12/12
من أجمل الشعر
يا منزلاً لعب الزمان بأهله . . . فأبادهم بتفرق لا يجمع
إن الذين عهدتهم فيما مضى . . . كان الزمان بهم يضر وينفع
أصبحت تفزع من رآك ، وطالما . . . كنا إليك من المخاوف نضرع
ذهب الذين يعاش في أكنافهم . . . وبقي الذين حياتهم لا تنفع
عباس.. الأول مع مرتبة (القرف)!
عباس.. الأول مع مرتبة (القرف)!
جمال سلطان
( لـُجينيات ) المصريون
الصديق الحبيب ، الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور محمد العوضي واحد من أنبل من عرفت في ساحة الفكر ، وهو داعية كويتي مرموق ومفكر يتصف برحابة الأفق والانفتاح والروح الجميلة مع الجميع ، ولكن يبدو أن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، التي شبه فيها حركة حماس بكفار قريش ، قد استفزته إلى حد كبير ، فكتب مقالة نارية ، رفضت نشرها ـ مع الأسف ـ صحف خليجية اعتاد على النشر بها ، ومن باب المسؤولية الأخلاقية ، أترك زاويتي اليوم للصديق العزيز صاحب القلم النبيل ، لكي تصل كلماته إلى قراء المصريون :
... أضحكني بالأمس حديث استمعت إليه (صدفة) لسيادة , رئيس (الدولة) الفلسطينية محمود عباس على قناة (العربية) اتهم فيه حركة حماس بإفساد موسم حج أهل قطاع غزة، وقال إن منع الحج لم يحدث في التاريخ سوى ثلاث مرات فقط؛ مرة في زمن كفار قريش ومرة في عهد القرامطة وأخيرا في عهد حركة حماس!!
تأملت في هذا الكلام الغريب لشخص حفل تاريخه السياسي بالعديد من (انجازات الخزي) فكانت السابقة الأولى في التاريخ وليست الثالثة (كما يتهم حماس).
ودعني أذكرك يا( سيادة) الرئيس ببعض تلك (الأوائل)!! التي تمت في عهدك..
- أول مرة يقوم فيها زعيم منظمة ثورية (تحريرية) بوصف عمليات شعبه الفدائية والاستشهادية (بالإرهابية) و(الحقيرة) وأسلحتها (بالعبثية) وينسق أمنياً مع العدو لاعتقال المقاومة!!
- أول مرة يظهر فيها (رئيس) ضم وتقبيل وعناق و....!! لقتلة شعبه, وتراه ودون حياء يكيل لهم المديح والابتسامات في الوقت الذي تنتفخ فيه أوداجه حنقاً وغضباً لمجرد ذكر اسم أخيه (حماس).
- أول مرة يتجرأ فيها جهاز أمن (رئاسي) على انتهاك حرمة بيوت الله وقتل أئمة المساجد وحفظة القرآن الكريم من بلده , وما دماء الشيوخ مجد البرغوثي ومحمد الرفاتي وناهض النمر ومحمد رداد الطالب الجامعي الحافظ لكتاب الله وحبيب الجميع؛ إلا اكبر شاهد على ذلك.
- وأول مرة تتواقح فيها شرطة ( الزعران) فيعتدون على حرائر فلسطين ويخلعون عنهن الحجاب والنقاب في الشوارع والجامعات.
- أول مرة يقوم فيها مستشار شخصي (لرئيس) بتهريب 3400 جهاز خلوي في سيارة التشريفات الرسمية أثناء عودته من مهمة (نضالية)!! واسأل تلميذك المدعو روحي فتوح عن رحلة عودته من الأردن يوم 19/3/2008، حين كشفته وفضحته أجهزة الجمارك الإسرائيلية, وغيره الكثير من (تلاميذك) ومستشاريك.
- أول مرة يقوم فيها مسؤول فلسطيني بإغلاق اللجان الخيرية ودور تحفيظ القرآن وتجريم مؤسسات كفالة الأيتام ورعاية أسر الشهداء والفقراء, استجابة لإملاءات العدو ونكاية بنده السياسي.
- أول مرة يقوم فيها حرس (رئاسي) بإلقاء شخص ملتحي (فتحاوي) من فوق برج (مهنا) غرب غزة من الطابق الرابع عشر وقتله ظناً منهم أنه (حمساوي)!! وكان ذلك بتاريخ 10/6/2007 مع الشاب المغدور حسام أبو قينص؟!!
كما اعترف القيادي الفتحاوي توفيق أبو خوصة في قناة الحوار ثم عاتبته فتح على هذا التصريح!
- أول مرة يتفوق فيها (رئيس) على كل (الساديين) فتراه (وبدم بارد) يتفنن ويتلذذ بمشاهدة وسماع آلام وآهات مليون ونصف من شعبه المحاصر بالجوع والمرض والظلام في قطاع فقير وصغير تأديباً وعقاباً له على اختياره في الانتخابات للفصيل المنافس.
- أول مرة يقوم فيها رئيس بالتمسك باتفاقية حدودية مهينة ومذلة تنتقص من سيادة(دولته)، وتعطي لعدوه سيطرة كاملة على منافذ شعبه وموارد بلاده, بل وتصل به المهانة حداً يقاتل فيه كل من يحاول إلغاء وتعطيل هذه الاتفاقية.. أليس هذا واقع حال اتفاقية معبر (رفح) التي وقعها مع إسرائيل توأمك (النضالي) محمد دحلان عام 2005؟!
_ قائمة (الأوائل) في عهدك (ياريس) طويلة طويلة يعرفها إخواننا في فلسطين أكثر من غيرهم , صحيح أن الإعلام المضلل يتغاضى عنها وقد يجهلها الكثيرون, ولكن التاريخ سيسجلها لك بأحرف من (قرف) تشمئز منها الأجيال.
ومع ذلك فكل (الأوائل) في عهدك (ياعباس) قد تهون عن كونك (الزعيم) الأول في التاريخ القديم والمعاصر الذي يأمر (عصاباته) باغتيال المقاومين الشرفاء فيما يسابق عدوه إلى تقديم التنازلات له عن كل شيء بدءاً بالأرض وانتهاء (بالعرض)!!
د.محمد العوضي
قصة الأعرابي مع الفضل بن يحيى ( قصة أدبي جميلة )
إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس - (1 / 186)"""""" صفحة رقم 186 """"""
من أقوال البرامكة
من قول يحيى بن خالد لابنه جعفر : يا بني ، ما دام قلمك يرعف فامطره معروفاً . ومن كلام جعفر : إذا أحببت إنساناً من غير سبب فارج خيره ، وإذا أبغضت إنساناً من غير سبب فتوق شره .
الرشيد يبكي على البرامكة
قال يحيى بن سلام الأبرش ، قال : حدثني أبي قال : خرج الرشيد للصيد يوماً بعدما أباد البرامكة فاجتاز بجدار خراب من جدران بني برمك فرأى لوحاً مكتوباً عليه هذه الأبيات :
يا منزلاً لعب الزمان بأهله . . . فأبادهم بتفرق لا يجمع
إن الذين عهدتهم فيما مضى . . . كان الزمان بهم يضر وينفع
أصبحت تفزع من رآك ، وطالما . . . كنا إليك من المخاوف نضرع
ذهب الذين يعاش في أكنافهم . . . وبقي الذين حياتهم لا تنفع
قال : فبكى الرشيد ، وأقبل على الأصمعي وقال : أتعرف شيئاً من أخبار البرامكة تحدثني به ؟ فقال الأصمعي : ولي الأمان . قال : ولك الأمان . فقال : أحدثك بشيء شاهدته بعيني من الفضل بن يحيى ، وذلك أنه خرج يوماً للصيد والقنص ، وهو في موكبه ، إذ رأى أعرابياً على ناقة قد أقبل من صدر البرية يركض في سيره ، قال : هذا يقصدني . فقلت : ومن أعلمك ؟ قال : لا يكلمه أحدٌ غيري . فلما دنا الأعرابي ورأى المضارب تضرب والخيام تنصب والعسكر الكثير ، والجم الغفير ، وسمع الغوغاء والضجة ، ظن أنه أمير المؤمنين ، فنزل وعقل راحلته وتقدم وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . قال : الآن قاربت ، اجلس . فجلس الأعرابي فقال له الفضل : من أين أقبلت يا أخا العرب ؟ قال : من قضاعة .
قال : من أدناها أم من أقصاها ؟ قال : من أقصاها . قال الأصمعي : فالتفت إلي الفضل وقال : كم من العراق إلى أرض قضاعة . ؟ فقلت : ثمانمائة فرسخ . فقال : يا أخا العرب ، مثلك لم يقصد من ثمانمائة فرسخ إلى العراق إلا لشيء. قال : قصدت هؤلاء الأماجد الأنجاد الذين قد اشتهر معروفهم في البلاد . قال : من هم ؟ قال : البرامكة . قال الفضل : يا أخا العرب البرامكة خلق كثير ، وفيهم جليل وخطير ، ولكن منهم خاصة وعامة ، فهلا أفردت لنفسك منهم من اخترت لنفسك وأتيته لحاجتك ؟ قال : أجل أطولهم باعاً وأسمحهم كفاً . قال : من هو ؟ قال : الفضل بن يحيى بن خالد . فقال له الفضل : يا أخا العرب ، إن الفضل جليل القدر عظيم الخطر ، إذا جلس للناس مجلساً عاماً لم يحضر مجلسه إلا العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب والمناظرون للعلم ، أعالم أنت ؟ قال : لا . قال : أفأديب أنت ؟ قال: لا . قال : أفعارفٌ أنت بأيام العرب وأشعارها ؟ قال : لا . قال : هل وردت على الفضل بكتاب وسيلة ؟ قال : لا . فقال : يا أخا العرب غرتك نفسك ، مثلك يقصد الفضل بن يحيى ، وهو كما عرفتك عنه من الجلالة ، بأي ذريعة أو وسيلة تقدم عليه ؟ قال : والله يا أمير المؤمنين ما قصدته إلا لإحسانه المعروف وكرمه الموصوف وبيتين من الشعر قلتهما فيه . فقال الفضل : يا أخا العرب أنشدني البيتين فإن كانا يصلحان أن تلقاه بهما أشرت عليك بلقائه ، وإن كانا لا يصلحان أن تلقاه بهما بررتك بشيء من مالي ورجعت إلى باديتك وإن كنت لم تستحق بشعرك شيئاً . قال : أفتفعل أيها الأمير ؟ قال : نعم . قال : فإني أقول :
ألم تر أن الجود من عهد آدم . . . تحدر حتى صار يملكه الفضل
ولو أن أماً قضها جوع طفلها . . . ونادت على الفضل بن يحيى اغتذى الطفل
قال : أحسنت يا أخا العرب . فإن قال لك هذان البيتان قد مدحنا بهما شاعر ، وأخذ الجائزة عليهما ، فأنشدني غيرهما فما تقول ؟ قال : أقول
قد كان آدم حين حان وفاته . . . أوصاك ، وهو يجود بالحوباء
ببنيه أن ترعاهمو ، فرعيتهم . . . وكفيت آدم عيلة الأبناء
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل ممتحناً : هذان البيتان أخذتهما من أفواه الناس ، فأنشدني غيرهما ما تقول ، وقد رمقتك الأدباء بالأبصار ، وامتدت الأعناق إليك ، وتحتاج أن تناضل عن نفسك ؟ قال : إذن أقول :
ملت جهابذ فضل وزن نائله . . . ومل كاتبه إحصاء ما يهب
والله لولاك لم يمدح بمكرمة . . . خلق ، ولم يرتفع مجد ولا حسب
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك هذان البيتان أيضاً أخذتهما من أفواه الناس ما كنت قائلاً ؟ قال : أقول :
وللفضل صولات على مال نفسه . . . يرى المال منه بالمذلة والعنا
ولو أن رب المال أبصر ماله . . . لصلى على مال الأمير وأذنا
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : هذان البيتان مسروقان ، أنشدني غيرهما ما تقول ؟ قال : إذن أقول :
ولو قيل للمعروف ناد أخا العلا . . . لنادى بأعلى الصوت يا فضل يافضل
ولو أنفقت جدواك من رمل عالج . . . لأصبح من جدواك قد نفد الرمل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : هذان البيتان مسروقان أيضاً أنشدني غيرهما ما تقول ؟ قال : أقول :
وما الناس إلا اثنان : صب وباذلٌ . . . وإني لذاك الصب والباذل الفضل
على أن لي مثلاً كما ذكر الورى . . . وليس لفضلٍ في سماحته مثل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : أنشدني غيرهما ما تقول ؟ قال : أقول أيها الأمير :
حكى الفضل عن يحيى سماحة خالد . . . فقامت به التقوى وقام به العدل وقام به المعروف شرقاً ومغرباً . . . ولم يك للمعروف بعدٌ ولا قبل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك : قد ضجرنا من الفاضل والمفضول أنشدني بيتين على الكنية لا على الاسم ما تقول ؟ قال : إذن أقول :
ألا يا أبا العباس يا واحد الورى . . . ويا ملكاً خد الملوك له نعل
إليك تسير الناس شرقاً ومغرباً . . . فرادى وأزواجاً كأنهم نحل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : أنشدنا غير الاسم والكنية والقافية . قال : والله لئن زادني الفضل وامتحنني بعد هذا لأقولن أربعة أبيات ما سبقني إليها عربي ولا أعجمي ، ولئن زادني بعدها لأجمعن قوائم ناقتي هذه وأجعلها في حر أم الفضل وأرجعن إلى قضاعة خاسراً ، ولا أبالي . فنكس الفضل رأسه ، وقال للأعرابي : يا أخا العرب أسمعني الأبيات الأربعة : قال :
أقولك ولائمةٍ لامتك ، يا فضل ، في الندى . . فقلت لها : هل يقدح اللوم في البحر
أتنهين فضلاً عن عطاياه للغنى . . . فمن ذا الذي ينهى السحاب عن القطر
كأن نوال الفضل في كل بلدةٍ . . . تحدر هذا المزن في مهمة قفر
كأن وفود الناس في كل وجهة . . . إلى الفضل لاقوا عنده ليلة القدر
قال : فأمسك الفضل عن فيه ، وسقط على وجهه ضاحكاً ، ثم رفع رأسه وقال : يا أخا العرب ، أنا والله الفضل بن يحيى ، سل ما شئت . فقال : سألتك بالله أيها الأمير إنك لهو ؟ قال : نعم . قال له : فأقلني . قال : أقالك الله ، اذكر حاجتك . قال : عشرة آلاف درهم . قال الفضل : ازدريت بنا وبنفسك ، يا أخا العرب ، تعطى عشرة آلاف درهم في عشرة آلاف . وأمر بدفع المال ، فلما صار المال إليه حسده وزيره الفضل ، وقال : يا مولاي هذا إسراف يأتيك جلف من أجلاف العرب بأبيات استرقها من أشعار العرب فتجزيه بهذا المال ؟ فقال : استحقه بحضوره إلينا من أرض قضاعة . قال الوزير : أقسمت عليك يا مولاي إلا أخذت سهماً من كنانتك وركبته في كبد قوسك وأومأت به إلى الأعرابي فإن رد عن نفسه ببيت من الشعر ، وإلا استعدت مالك ، ويكون له في بعضه كفاية .
فأخذ الفضل سهماً وركبه في كبد قوسه وأومأ به إلى الأعرابي وقال له : رد سهمي ببيت من الشعر ؟ فأنشأ يقول :
لقوسك قوس الجود والوتر الندى . . . وسهمك سهم العز فارم به فقري
قال : فضحك الفضل وأنشأ يقول :
إذا ملكت كفي منالاً ولم أنل . . . فلا انبسطت كفي ولا نهضت رجلي
على الله إخلاف الذي قد بذلته . . . فلا مسعدي بخلي ولا متلفي بذلي
أروني بخيلاً نال مجداً ببخله . . . وهاتوا كريماً مات من كثرة البذل
ثم قال الفضل لوزيره : أعط الأعرابي مائة ألف درهم لقصده وشعره ، ومائة ألف درهم ليكفينا شر قوائم ناقته . فأخذ الأعرابي المال وانصرف ، وهو يبكي فقال له الفضل : مم بكاؤك يا أعرابي استقلالاً بالمال الذي أعطيناك ؟ قال : لا ، ولكني أبكي على مثلك يأكله التراب وتواريه الأرض ، وتذكرت قول الشاعر :
لعمرك ما الرزية فقد مال . . . ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر . . . يموت لموته خلقٌ كثير
وتوجه الأعرابي بالمال مسروراً رحمة الله عليهم أجمعين .
من أقوال البرامكة
من قول يحيى بن خالد لابنه جعفر : يا بني ، ما دام قلمك يرعف فامطره معروفاً . ومن كلام جعفر : إذا أحببت إنساناً من غير سبب فارج خيره ، وإذا أبغضت إنساناً من غير سبب فتوق شره .
الرشيد يبكي على البرامكة
قال يحيى بن سلام الأبرش ، قال : حدثني أبي قال : خرج الرشيد للصيد يوماً بعدما أباد البرامكة فاجتاز بجدار خراب من جدران بني برمك فرأى لوحاً مكتوباً عليه هذه الأبيات :
يا منزلاً لعب الزمان بأهله . . . فأبادهم بتفرق لا يجمع
إن الذين عهدتهم فيما مضى . . . كان الزمان بهم يضر وينفع
أصبحت تفزع من رآك ، وطالما . . . كنا إليك من المخاوف نضرع
ذهب الذين يعاش في أكنافهم . . . وبقي الذين حياتهم لا تنفع
قال : فبكى الرشيد ، وأقبل على الأصمعي وقال : أتعرف شيئاً من أخبار البرامكة تحدثني به ؟ فقال الأصمعي : ولي الأمان . قال : ولك الأمان . فقال : أحدثك بشيء شاهدته بعيني من الفضل بن يحيى ، وذلك أنه خرج يوماً للصيد والقنص ، وهو في موكبه ، إذ رأى أعرابياً على ناقة قد أقبل من صدر البرية يركض في سيره ، قال : هذا يقصدني . فقلت : ومن أعلمك ؟ قال : لا يكلمه أحدٌ غيري . فلما دنا الأعرابي ورأى المضارب تضرب والخيام تنصب والعسكر الكثير ، والجم الغفير ، وسمع الغوغاء والضجة ، ظن أنه أمير المؤمنين ، فنزل وعقل راحلته وتقدم وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . قال : الآن قاربت ، اجلس . فجلس الأعرابي فقال له الفضل : من أين أقبلت يا أخا العرب ؟ قال : من قضاعة .
قال : من أدناها أم من أقصاها ؟ قال : من أقصاها . قال الأصمعي : فالتفت إلي الفضل وقال : كم من العراق إلى أرض قضاعة . ؟ فقلت : ثمانمائة فرسخ . فقال : يا أخا العرب ، مثلك لم يقصد من ثمانمائة فرسخ إلى العراق إلا لشيء. قال : قصدت هؤلاء الأماجد الأنجاد الذين قد اشتهر معروفهم في البلاد . قال : من هم ؟ قال : البرامكة . قال الفضل : يا أخا العرب البرامكة خلق كثير ، وفيهم جليل وخطير ، ولكن منهم خاصة وعامة ، فهلا أفردت لنفسك منهم من اخترت لنفسك وأتيته لحاجتك ؟ قال : أجل أطولهم باعاً وأسمحهم كفاً . قال : من هو ؟ قال : الفضل بن يحيى بن خالد . فقال له الفضل : يا أخا العرب ، إن الفضل جليل القدر عظيم الخطر ، إذا جلس للناس مجلساً عاماً لم يحضر مجلسه إلا العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب والمناظرون للعلم ، أعالم أنت ؟ قال : لا . قال : أفأديب أنت ؟ قال: لا . قال : أفعارفٌ أنت بأيام العرب وأشعارها ؟ قال : لا . قال : هل وردت على الفضل بكتاب وسيلة ؟ قال : لا . فقال : يا أخا العرب غرتك نفسك ، مثلك يقصد الفضل بن يحيى ، وهو كما عرفتك عنه من الجلالة ، بأي ذريعة أو وسيلة تقدم عليه ؟ قال : والله يا أمير المؤمنين ما قصدته إلا لإحسانه المعروف وكرمه الموصوف وبيتين من الشعر قلتهما فيه . فقال الفضل : يا أخا العرب أنشدني البيتين فإن كانا يصلحان أن تلقاه بهما أشرت عليك بلقائه ، وإن كانا لا يصلحان أن تلقاه بهما بررتك بشيء من مالي ورجعت إلى باديتك وإن كنت لم تستحق بشعرك شيئاً . قال : أفتفعل أيها الأمير ؟ قال : نعم . قال : فإني أقول :
ألم تر أن الجود من عهد آدم . . . تحدر حتى صار يملكه الفضل
ولو أن أماً قضها جوع طفلها . . . ونادت على الفضل بن يحيى اغتذى الطفل
قال : أحسنت يا أخا العرب . فإن قال لك هذان البيتان قد مدحنا بهما شاعر ، وأخذ الجائزة عليهما ، فأنشدني غيرهما فما تقول ؟ قال : أقول
قد كان آدم حين حان وفاته . . . أوصاك ، وهو يجود بالحوباء
ببنيه أن ترعاهمو ، فرعيتهم . . . وكفيت آدم عيلة الأبناء
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل ممتحناً : هذان البيتان أخذتهما من أفواه الناس ، فأنشدني غيرهما ما تقول ، وقد رمقتك الأدباء بالأبصار ، وامتدت الأعناق إليك ، وتحتاج أن تناضل عن نفسك ؟ قال : إذن أقول :
ملت جهابذ فضل وزن نائله . . . ومل كاتبه إحصاء ما يهب
والله لولاك لم يمدح بمكرمة . . . خلق ، ولم يرتفع مجد ولا حسب
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك هذان البيتان أيضاً أخذتهما من أفواه الناس ما كنت قائلاً ؟ قال : أقول :
وللفضل صولات على مال نفسه . . . يرى المال منه بالمذلة والعنا
ولو أن رب المال أبصر ماله . . . لصلى على مال الأمير وأذنا
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : هذان البيتان مسروقان ، أنشدني غيرهما ما تقول ؟ قال : إذن أقول :
ولو قيل للمعروف ناد أخا العلا . . . لنادى بأعلى الصوت يا فضل يافضل
ولو أنفقت جدواك من رمل عالج . . . لأصبح من جدواك قد نفد الرمل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : هذان البيتان مسروقان أيضاً أنشدني غيرهما ما تقول ؟ قال : أقول :
وما الناس إلا اثنان : صب وباذلٌ . . . وإني لذاك الصب والباذل الفضل
على أن لي مثلاً كما ذكر الورى . . . وليس لفضلٍ في سماحته مثل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : أنشدني غيرهما ما تقول ؟ قال : أقول أيها الأمير :
حكى الفضل عن يحيى سماحة خالد . . . فقامت به التقوى وقام به العدل وقام به المعروف شرقاً ومغرباً . . . ولم يك للمعروف بعدٌ ولا قبل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك : قد ضجرنا من الفاضل والمفضول أنشدني بيتين على الكنية لا على الاسم ما تقول ؟ قال : إذن أقول :
ألا يا أبا العباس يا واحد الورى . . . ويا ملكاً خد الملوك له نعل
إليك تسير الناس شرقاً ومغرباً . . . فرادى وأزواجاً كأنهم نحل
قال : أحسنت يا أخا العرب ، فإن قال لك الفضل : أنشدنا غير الاسم والكنية والقافية . قال : والله لئن زادني الفضل وامتحنني بعد هذا لأقولن أربعة أبيات ما سبقني إليها عربي ولا أعجمي ، ولئن زادني بعدها لأجمعن قوائم ناقتي هذه وأجعلها في حر أم الفضل وأرجعن إلى قضاعة خاسراً ، ولا أبالي . فنكس الفضل رأسه ، وقال للأعرابي : يا أخا العرب أسمعني الأبيات الأربعة : قال :
أقولك ولائمةٍ لامتك ، يا فضل ، في الندى . . فقلت لها : هل يقدح اللوم في البحر
أتنهين فضلاً عن عطاياه للغنى . . . فمن ذا الذي ينهى السحاب عن القطر
كأن نوال الفضل في كل بلدةٍ . . . تحدر هذا المزن في مهمة قفر
كأن وفود الناس في كل وجهة . . . إلى الفضل لاقوا عنده ليلة القدر
قال : فأمسك الفضل عن فيه ، وسقط على وجهه ضاحكاً ، ثم رفع رأسه وقال : يا أخا العرب ، أنا والله الفضل بن يحيى ، سل ما شئت . فقال : سألتك بالله أيها الأمير إنك لهو ؟ قال : نعم . قال له : فأقلني . قال : أقالك الله ، اذكر حاجتك . قال : عشرة آلاف درهم . قال الفضل : ازدريت بنا وبنفسك ، يا أخا العرب ، تعطى عشرة آلاف درهم في عشرة آلاف . وأمر بدفع المال ، فلما صار المال إليه حسده وزيره الفضل ، وقال : يا مولاي هذا إسراف يأتيك جلف من أجلاف العرب بأبيات استرقها من أشعار العرب فتجزيه بهذا المال ؟ فقال : استحقه بحضوره إلينا من أرض قضاعة . قال الوزير : أقسمت عليك يا مولاي إلا أخذت سهماً من كنانتك وركبته في كبد قوسك وأومأت به إلى الأعرابي فإن رد عن نفسه ببيت من الشعر ، وإلا استعدت مالك ، ويكون له في بعضه كفاية .
فأخذ الفضل سهماً وركبه في كبد قوسه وأومأ به إلى الأعرابي وقال له : رد سهمي ببيت من الشعر ؟ فأنشأ يقول :
لقوسك قوس الجود والوتر الندى . . . وسهمك سهم العز فارم به فقري
قال : فضحك الفضل وأنشأ يقول :
إذا ملكت كفي منالاً ولم أنل . . . فلا انبسطت كفي ولا نهضت رجلي
على الله إخلاف الذي قد بذلته . . . فلا مسعدي بخلي ولا متلفي بذلي
أروني بخيلاً نال مجداً ببخله . . . وهاتوا كريماً مات من كثرة البذل
ثم قال الفضل لوزيره : أعط الأعرابي مائة ألف درهم لقصده وشعره ، ومائة ألف درهم ليكفينا شر قوائم ناقته . فأخذ الأعرابي المال وانصرف ، وهو يبكي فقال له الفضل : مم بكاؤك يا أعرابي استقلالاً بالمال الذي أعطيناك ؟ قال : لا ، ولكني أبكي على مثلك يأكله التراب وتواريه الأرض ، وتذكرت قول الشاعر :
لعمرك ما الرزية فقد مال . . . ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر . . . يموت لموته خلقٌ كثير
وتوجه الأعرابي بالمال مسروراً رحمة الله عليهم أجمعين .
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
أهلا بكم وسهلا
أهلا بكم وسهلا في هذه المدونة ، آمل أن تنال
إعجابكم ، وتسهم في تثقيفكم.
ساعة
فنجال قهوة

